• «أوبك» لن نقف مكتوفي الأيدي أمام تغيرات خريطة الطاقة الدولية

    09/11/2015

    الوقود الأحفوري سيلبي 78 % من الاحتياجات العالمية حتى 2040
     «أوبك»: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام تغيرات خريطة الطاقة الدولية
     
     
    ارتفع خام برنت إلى 47.65 دولار للبرميل من مستو» الافتتاح 47.45 دولار.
     
    أسامة سليمان من فيينا
     

    استهل النفط الخام تعاملات الأسبوع على تسجيل ارتفاعات سعرية، تمثل تصحيحا لمسار الأسعار، بعد أن سجل انخفاضات حادة على مدى الأسبوع الماضي.
    وتلقى سوق النفط دعما من تراجع الدولار الأمريكي، وتقلص النفط الصخري وتوالي توقف الحفارات، كما أسهمت تصريحات صادرة عن "أوبك" في تحقيق أجواء تفاؤلية بالسوق، بعد تأكيدها ارتفاع مستوى الطلب العالمي خلال العام المقبل.
    في حين، عرقل نمو الأسعار بيانات اقتصادية ضعيفة عن التجارة الصينية، كما عزز المخاوف من استمرار ضعف الطلب العالمي، مقابل وجود طفرة واسعة وزيادة في المعروض النفطي والإمدادات.
    من جهته، قال عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، إن الدول المنتجة للنفط تدرك جيدا أنها يجب ألا تقف مكتوفة الأيدي أمام التغيرات الواسعة في خريطة الطاقة الدولية، وأنها بحاجة إلى مزيد من التفكير في المستقبل وضمان توفير الطاقة بأسعار معقولة وبشكل متوازن ومستدام.
    وشدد البدري على أن النفط هو جزء من مستقبل الطاقة في العالم، لكن يجب أن يدرك كل المنتجين أن التنوع في الموارد ضروري وحيوي، وهناك حاجة دائمة للبحث عن مصادر بديلة للدخل، إلى جانب أن هناك ضرورة قصوى لتطوير مصادر أخرى للطاقة خاصة أن عديدا من الدول المنتجة لديها ميزات وطاقات كبيرة في الطاقة المتجددة وعلى رأسها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
    وأضاف البدري في تقرير أعده لتقديمه إلى اجتماعات مجموعة العشرين في أنطاليا بتركيا التي تعقد منتصف نوفمبر الجاري، أنه يجب على الاقتصادات الرائدة في العالم سرعة تحقيق التوازن بين التنمية في مجالات الطاقة المتجددة وتوفير سبل الوصول إلى الطاقة لأولئك الذين يعيشون حاليا دون أن تتوافر لهم الاحتياجات الأساسية من الطاقة، مع العمل على ضمان الوصول إلى خدمات طاقة حديثة لتكون هدفا واقعيا وممكنا للجميع.
    وقال البدري في تقريره الذي ركز على قضية الطاقة وتغير المناخ، إن الوقود الأحفوري التقليدي قدم إسهامات واسعة في النمو الاقتصادي في العالم في القرنين الماضيين، وقد حقق هذا بالتأكيد فوائد حقيقية للنمو الدولي وساعد على تحسين مستويات المعيشة، من خلال توفير احتياجات الطاقة الأساسية خاصة الكهرباء والنقل، وقد مكن ذلك من تطوير الصناعات ووفر فرص عمل وأسهم في تحسين مستوى المعيشة وجودة الحياة، مضيفاً "باختصار يمكن القول إنه تم بناء العالم الصناعي بجهود الوقود الأحفوري".
    وأشار البدري إلى أن الاستثمار في مستقبل جماعي أفضل لكل العالم أصبح ضرورة، وهو ما يتطلب تطويرا واسعا وتنمية في قطاع الطاقة، مشيرا إلى أنه "بفضل الطاقة أصبحنا نمتلك السيارات والهواتف والحواسب الحديثة، وهذه الأمور المعتادة لنا لا تزال غير معروفة لمليارات البشر في جميع أنحاء العالم الذين لا يزالون يعانون فقر الطاقة".
    وأضاف أنه يوجد حتى يومنا هذا حول العالم نحو 2.7 مليار نسمة على الأقل، ما زالوا يعتمدون على الكتلة الحيوية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، و1.3 مليار لا يحصلون على الكهرباء وهؤلاء الناس يحتاجون إلى الحصول على خدمات الطاقة الحديثة، من أجل حياة معيشية أمنة ومزدهرة.
    وأوضح أن قضية التنمية المستدامة للطاقة وتوفير الاحتياجات الأساسية من الطاقة تحتل أولوية كبرى على جدول أعمال مجموعة العشرين G20، مشيرا إلى أنه على قادة العالم مواصلة جهودهم لضمان الحصول على خدمات الطاقة الحديثة لكل البشر.
    وأضاف البدري أنه بطبيعة الحال توجد عديد من الصعوبات الاقتصادية، لتحقيق هذا الهدف نتيجة تزايد السكان والطلب المتزايد على الطاقة إلى جانب التحديات الخاصة بالبيئة وتغير المناخ هذه هي مصدر قلق كبير بالنسبة لنا جميعا.
    ولفت إلى أن قضية تغير المناخ موجودة أيضا بقوة على جدول أعمال G20 هذا العام، مشيرا إلى أن العالم يتطلع الآن إلى نتائج مؤتمر الأمم المتحدة المقبل عن تغير المناخ الذي سينعقد في باريس في نهاية العام، مشيرا إلى وجود مفاوضات قوية حول تغير المناخ تهدف إلى الوصول إلى اتفاق في باريس بما يواكب مستوى الطموحات لفترة ما قبل عام 2020.
    ونوه البدري إلى حاجة العالم إلى الاستمرار في تطوير مصادر الطاقة المتجددة التي من المتوقع أن تلعب دورا متزايدا في مزيج الطاقة في العالم، لكن لا يمكن أن ينظر إليها على أنها بديل كامل عن الوقود الأحفوري في العقود المقبلة، مشيرا إلى أنه بحلول عام 2040، سوف يظل الوقود الأحفوري يلبى 78 في المائة من احتياجات الطاقة في العالم.
    وأكد الحاجة إلى الاستمرار في استخدام الطاقة بصورة أكثر كفاءة للمساعدة في تقليل الانبعاثات، والتذكر دائما أن بعض الناس ما زالوا، لا يستطيعون الحصول على خدمات الطاقة الحديثة وبالنسبة لهم فإن تخفيضات الانبعاثات ليست في نطاق اهتمامهم.
    وأضاف البدري، أنه لا يمكن إنكار أن هناك مخاوف بيئية بشأن الوقود الأحفوري، لكن هناك طرق تمكننا من التغلب على هذه المخاوف، وتشمل تطوير استخدام تكنولوجيات الوقود الأحفوري بما يمكن من الوصول إلى إنتاج نظيف ومن هذه الآليات التقاط الكربون وتخزينه، موضحا أن منظمة "أوبك" تهتم بشكل كبير وبعيد النظر باستمرار تعزيز طرق بيئية في إنتاج النفط.
    ولفت إلى أن "أوبك" تتبنى استراتيجية تقوم على ركائز ثلاث في التنمية المستدامة وهي التنمية المتوازية في المجالات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، ومن أجل ذلك توفر المساعدة المالية والتقنية للبلدان النامية سواء بشكل مباشر من خلال مؤسسات المساعدات الخاصة بهم أو من خلال المشاركة في صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد).
    وأشار إلى أن "أوبك" تدعم أيضا البحث العلمي والتطوير في مجال تكنولوجيات الطاقة المستدامة والنهوض بالمشروعات المختلفة مع التركيز على حماية البيئة.
    وبين البدري، أنه من المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم إلى نحو تسعة مليارات بحلول عام 2040، بزيادة قدرها أكثر من 1.7 مليار دولار عن الوقت الحالي، وأن يزيد الطلب على الطاقة بنسبة نحو 50 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها، مشيرا إلى أن زعماء العالم المشاركين في قمة مجموعة الـ 20، يجب أن يقدروا جيدا حجم التحديات التي تواجه قطاع الطاقة في المستقبل مع العمل على اتخاذ الخيارات والقرارات الصحيحة لنمو سوق الطاقة واستقراره.
    وفيما يخص الأسعار، ارتفعت العقود الآجلة للنفط متجاوزة 47.50 دولار للبرميل أمس، بعد أن قالت "أوبك" إنها تتوقع أن يظل الطلب العالمي قويا في العام المقبل، بينما تأثرت السوق أيضا ببيانات ضعيفة للتجارة الصينية والمخاوف من زيادة الإمدادات.
    ولقي النفط دعما من تراجع الدولار ليرتفع خام برنت تسليم كانون الأول (ديسمبر) 22 سنتا إلى 47.64 دولار للبرميل بحلول الساعة 0905 بتوقيت جرينتش، بعد أن هبط أكثر من 4 في المائة الأسبوع الماضي.
    وارتفع الخام الأمريكي تسليم كانون الأول (ديسمبر) 12 سنتا إلى 44.41 دولار للبرميل، بعد أن تراجع نحو 5 في المائة الأسبوع الماضي.
    وارتفعت أسعار النفط العالمية بالسوق الأوروبي أمس، في مستهل تعاملات الأسبوع بعد موجة خسائر على مدار ثلاثة أيام متتالية سجلت خلالها أدنى مستوى في أكثر من أسبوع، وذلك ضمن عمليات التصحيح، وفي ظل توقعات تباطؤ الإنتاج في الولايات المتحدة، لكن يكبح المكاسب بيانات حكومية في الصين عززت من علامات ضعف الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط بالعالم.
    وتداول الخام الأمريكي حول مستوى 44.60 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 44.25 دولار وسجل أعلى مستوى 44.78 دولار وأدنى مستوى 44.18 دولار، فيما ارتفع خام برنت إلى 47.65 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 47.45 دولار وسجل أعلى مستوى 47.94 دولار وأدنى مستوى 47.41 دولار.
    وانخفض النفط الخام الأمريكي يوم الجمعة بنسبة 1.9 في المائة في ثالث خسارة يومية على التوالي، بفعل الارتفاع الواسع للدولار الأمريكي، وفقد الخام نسبة 4 في المائة على مدار الأسبوع الماضي في ثالث خسارة أسبوعية خلال شهر، ونزلت عقود برنت بنسبة 0.8 في المائة، مسجلة أدنى مستوى في أكثر من أسبوع 47.26 دولار للبرميل.
    وأعلنت شركة "بيكر هيوز" للخدمات النفطية يوم الجمعة الماضي، انخفاض منصات الحفر في الولايات المتحدة بمقدار ست منصات إلى إجمالي 572 منصة الأسبوع الماضي، في عاشر انخفاض أسبوعي على التوالي، بأدنى مستوى للمنصات منذ حزيران (يونيو) من عام 2010، الأمر الذي عزز من توقعات تباطؤ إنتاج النفط الصخري في البلاد الأكبر استهلاكا للنفط بالعالم.
    وفي الصين، أظهرت بيانات إدارة الجمارك، انخفاض واردات النفط إلى 6.23 مليون برميل يوميا في تشرين الأول (أكتوبر)، وهو أدنى مستوى في خمسة أشهر، في علامة سلبية جديدة تؤكد ضعف الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط بالعالم.
    وفي السياق ذاته، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 42.72 دولار للبرميل يوم الجمعة، مقابل 43.28 دولار للبرميل في التعامل السابق.
    وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم 12 خاما من إنتاج الدول الأعضاء، سجل ثاني انخفاض حاد له على التوالي، وإن السلة فقدت نحو دولار مقارنة بالسعر الذي سجلته في ختام شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي الذي بلغ فيه 43.66 دولار للبرميل.
     

     

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية